أهم الأخبارحول العالمسيارات
ولادة متعثرة لعملاق السيارات الثالث بعد سحب فيات كرايسلر اقتراحها بالاندماج مع رينو الفرنسية
الحكومة الفرنسية وضعت شرطا تعجيزيا ينقذ نيسان ضمن صفقة تنتج 8,5 مليون سيارة سنويا
قامت مجموعة “فيات كرايسلر” الإيطالية الأمريكية بسحب مقترحها بالاندماج مع شركة “رينو” لتشكيل ثالث أكبر مجموعة صناعة سيارات في العالم. وحملت الشركة مسؤولية هذا الفشل للحكومة الفرنسية التي نفت ذلك. وإثر ذلك طلبت فرنسا مهلة من خمسة أيام لضمان دعم كافة الأطراف لمشروع الاندماج
وذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان مجموعة “فيات كرايسلر” الإيطالية الأمريكية حملت مسؤولية فشل اتمام الصفقة للحكومة الفرنسية التي نفت ذلك.
وانعكس فشل المفاوضات بشكل فوري على الشركتين في أسواق المال، إذ تراجع سهم “رينو” بأكثر من 7 بالمئة في افتتاح بورصة باريس في حين تراجع سهم فيات كرايسلر بأكثر من 3 بالمئة في افتتاح بورصة ميلانو.
وفور سحب المقترح وجهت فيات أصابع الاتهام إلى الحكومة الفرنسية المساهمة في “رينو” معتبرة أن “الشروط السياسية” لم تتوفر في فرنسا “لإتمام مثل هذا التقارب”.
وأكد مصدر في الشركة الإيطالية الأمريكية امس بوضوح أكثر “أن موقف وزارة الاقتصاد الفرنسية المفاجئ وغير المفهوم” كان في صميم فشل المباحثات. وأضاف “أن متطلبات جديدة للحكومة الفرنسية أدت إلى هذا الوضع المؤسف للجانبين”.
موقف فرنسا
واكتفى وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير حتى الآن بأخذ “علم” بسحب العرض من فيات كرايسلر.
وقال الوزير في بيان امس الخميس “حال تقديم هذا العرض، تقبلته الدولة، المساهمة في رينو بنسبة 15,1 بالمئة، بانفتاح وعملت بشكل بناء مع مجمل الأطراف المعنية”.
وذكر بأن الحكومة وضعت أربعة شروط وهي إنجاز عملية الاندماج في إطار التحالف بين رينو ونيسان، والحفاظ على الوظائف والمواقع الصناعية في فرنسا، واحترام التوازنات في الإدارة بين رينو وفيات كرايسلر، ومساهمة المجموعة المستقبلية في مبادرة صناعة البطاريات الكهربائية القائمة مع ألمانيا.
وبحسب الوزير الفرنسي فإنه تم الاتفاق بشأن ثلاثة من الشروط الأربعة، وبقي فقط “الحصول على دعم صريح من نيسان” المرتبطة مع رينو بشبكة معقدة من المساهمات.
خيبة أمل
وعبرت مجموعة رينو عن “خيبة أملها” من فشل مشروع الاندماج مؤكدة أن هذا الاقتراح أثبت قدرة المجموعة وتحالفها مع نيسان “على جذب” شركات أخرى.
كما عبر نائب رئيس الحكومة الإيطالية لويجي دي مايو صباح الخميس عن أسفه “للتدخلات السياسية من جانب الدولة الفرنسية في هذا الملف”.
“طلب ضمانات”
من جانبها، طلبت الدولة الفرنسية بالتالي مهلة من خمسة أيام لضمان دعم كافة الأطراف لمشروع الاندماج.
و قال وزير الميزانية الفرنسي جيرالد دارمانين “إن الدولة الفرنسية طلبت ضمانات. وحسنا فعلت. وطلب مهلة لبعض الوقت أمر عادي في أي اندماج”.
ولم يغلق الوزير مع ذلك الباب أمام استئناف المفاوضات مضيفا “اليوم تتعين حماية الوظائف في قطاع السيارات الفرنسي”.
وكان هذا الاندماج سيؤدي إلى تشكيل مجموعة بقيمة في السوق المالية تفوق 30 مليار يورو، وتنتج 8,7 ملايين سيارة سنويا.
وكان المشروع ينص على تأسيس شركة قابضة مقرها أمستردام يملكها بالتساوي مساهمو رينو وفيات كرايسلر.
وكانت نسبة مساهمة أسرة أنييلي التي تملك 29 بالمئة من فيات كرايسلر، ستتراجع آليا إلى 14,5 بالمئة لكنها كانت ستبقى مع ذلك أكبر المساهمين بنحو ضعف أسهم الدولة الفرنسية التي كانت حصتها في رأس المال ستتراجع إلى 7,5 بالمئة.
وبحسب مصدر في رينو، أيد مجمل أعضاء مجلس الإدارة في الشركة مساء الأربعاء عملية الاندماج، باستثناء ممثل الموظفين المنضوين في الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) وممثلي شركة نيسان اللذين كانا يعتزمان الامتناع عن التصويت مع تاكيد أنهما يمكن أن يصوتا لصالح الاتفاق “في حال منح المزيد من الوقت”.
وكانت شركة نيسان التي تملك رينو 43% من أسهمها قد بقيت بعيدة عن المحادثات بين رينو وفيات إلى حين الإعلان عن المشروع قبل عشرة أيام، تشعر بأنها مهمشة في العملية لكنها ترى فيها فرصا في مجال تقاسم التكنولوجيا.
يذكر أن العلاقات ضمن الشراكة الفرنسية اليابانية توترت بشكل كبير منذ توقيف المدير التنفيذي السابق لشركة رينو كارلوس غصن في نوفمبر 2018 المتهم في اليابان في عدة قضايا اختلاس أموال إثر اتهامات من مسؤولي نيسان.