أخبار عامةحول العالممنوعات

ما بين ” قميص عثمان “و”ساعة خاشقجي” ما أشبه ” اليوم” ب “البارحة”

بقلم : جمال رمضان

من منا لا يتذكر فتنة مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه أو الفتنة الكبرى او الفتنة الأولى وهي المعروفة بالحرب الأهلية الإسلامية الأولي والتي كانت سببا الي يومنا هذا في خلق القلاقل والاضطرابات والنزاعات، وأدت في نهايتها إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان في سنة 35 هـجرية ثم تسببت في حدوث نزاعات وحروب طوال خلافة علي بن أبي طالب وبقيت اثارها علي الأمة الي اليوم؟

حيث كان لتلك الأحداث أثر كبير في تحويل المسار في التاريخ الإسلامي، فتسببت بانشغال المسلمين لأول مرة عن الفتوحات بقتال بعضهم البعض، كما تسببت ببداية النزاع المذهبي بين المسلمين، فبرز الخوارج لأول مرة، وجماعة السبئية الغلاة، ومن آثارها مقتل عددٍ مهول من الصحابة ..
والقصة باختصار انه لما قتل عثمان بن عفان خرج النعمان بن بشير ومعه قميص عثمان مضمخ بدمه، ومعه أصابع نائلة التي أصيبت حين دافعت عنه بيدها، فقطعت مع بعض الكف فورد بالقميص على معاوية بالشام فوضعه معاوية على المنبر ليراه الناس، وعلق الأصابع في كم القميص، وندب الناس إلى الأخذ بهذا الثأر والدم وصاحبه، فتباكى الناس حول المنبر، وجعل القميص يرفع تارة ويوضع تارة، والناس يتباكون حوله سنة، وقام في الناس معاوية وهو “ولي دم عثمان “كونه من بني أمية وجماعة من الصحابة معه يحرضون الناس على المطالبة بدم عثمان، ممن قتله من الخوارج.
ولما استقر أمر بيعة علي دخل عليه طلحة والزبير ورؤوس الصحابة رضي الله عنهم، وطلبوا الأخذ بدم عثمان، فاعتذر إليهم بأن هؤلاء لهم مدد وأعوان، وأنه لا يمكنه ذلك الأن وقال كرم الله وجهه مهلا علي، حتى أنظر في هذا الأمر.
ولكن انقسمت الأمة الي فريقين منهم من صمم على ضرورة الأخذ بثأر عثمان ومنهم من اتجه لرأي علي ابن طالب فقامت فتنة مقتل عثمان ،ومن يومها عرف “قميص عثمان ” بينما بقي مصير أمة بأكملها مجهول وبعد مرور اكثر من 1350 عام يتضح لنا ان قميص عثمان حينها وان كان مهما كان يمكن التغاضي عنه من أجل مصير الإسلام والأمة بأكملها.

وما جعلني اتذكر “قميص عثمان” وما تبعه من أثار علي الأمة ما أثير حول مقتل الصحفي والإعلامي ” الخلوق ” جمال خاشقجي رحمه الله فما أشبه اليوم بالبارحة حيث تتداعي القوي المعادية للأمة من كل حدب وصوب وتبرز نواياها الخفية من عداء للأمة دون ان تشعر ليس حبا في خاشقجي رحمه الله وانما لحاجة في نفس يعقوب .
وعلي عكس ما كان في قصة عثمان ابن عفان وقميصه فمعاوية هو” ولي دمه “وكان من حقه المطالبة بالثأر، بينما في قضية مقتل خاشقجي هناك من لا علاقة لهم أصلا بالمغفور له ويستخدم “ساعته” و”هاتفه “و قتله وكأنهم قميص عثمان ،هؤلاء نواياهم مفضوحة فهدفهم الأول والأخير ان يروا الأمة ممثلة في المملكة العربية السعودية تنهار وتدب فيها الفتن حتي وان سكبوا دموعهم علي خاشقجي وما هي الا دموع التماسيح.
وكل من تابع الملف برمته سيوقن تماما انه علي مدي ثلاثة أسابيع متكاملة لم تكن المملكة العربية السعودية وحدها هي الهدف ولن تكون فالمقصود هو تدمير الأمة بأسرها وخيراتها وثرواتها عبر خلق رأيين احدهم كرأي معاوية برفع قميص عثمان وانزاله واخر كرأي علي يعلم العواقب.
وما بين الرأيين نري حملة مسعورة وكبيرة تظهر للعيان يراها القاصي والداني هدفها شرذمة الأمة بعضها تقودها دول تتعالي فيها حملات لحرق القرأن في ظل صمت رسمي وحكومي، وهناك من له اهدافا سياسية وتصفية حسابات يتخذ فيها من خاشقجي قميص عثمان .
ورغم رفضنا لعملية القتل هل سنعي الدرس ولا ننجر وراء أجندات ومكائد تدبر بليل ضد الأمة بأسرها علي وجه العموم والمملكة العربية السعودية علي وجه الخصوص ونغيب عقولنا ام سنبقي نتفرج ونضرب فيما بعد كفا بكف ونقول بين قميص عثمان وساعة خاشقجي ما أشبه اليوم بالبارحة ونردد ليت عقلائنا تخلوا في القدم عن قميص عثمان؟!!!!

حمال رمضان

مقالات ذات صلة

إغلاق