اقتصاد عالميتقارير ودراساتعاجل وحصري

تحليل اخباري :ازمة ايران الاقتصادية تتعمق بالسحب من الاحتياطي لتمويل برامجها السياسية في سوريا واليمن

اف ان ايه 24 – خاص
رغم ان السلطات الإيرانية تباهت بتظاهرات السبت المؤيدة للحكومة الا انها لم تغفل نظيرتها الحاشدة قبل 24 ساعة حين عمت أكثر من 10 مدن بسبب التداعيات الاقتصادية المستمرة
ورغم ان ايران عانت كثيرا من المقاطعة الاوربية والأميركية علي خلفية برنامجها النووي , الا ان اجندتها السياسية سواء في سوريا او اليمن او دعم الحكومات العراقية عقب سقوط صدام كلفت الخزانة مليارات الدولارات الي حد انها سحبت من الاحتياطي الأجنبي نحو 50 مليار دولار في اقل من عامين
الفاتورة السياسية التي استوجبت دعم وتطوير قوتها العسكرية تصنيعا واستيرادا من الشريك الروسي , زادت الطين بلة فاستمر انهيار التومان او الريال الإيراني إلى أقل مستوى في 4 سنوات، حيث بلغ سعر الصرف في السوق الحرة 41 ألفا و500 ريال مقابل الدولار مقارنة مع 35 ألفا و570 ريالا في منتصف سبتمبر الماضي.
ومع استمرار تراجع موارد النقد الأجنبي رغم اعفاء ايران من خفض انتاج النفط حسب اتفاق أوبك الا ان مواردها من النقد الأجنبي تتراجع سيما ان ارصدتها بالخارج جلها مازال مجمدا وسبق وأوقفت الصحافية البريطانية من اصل إيراني نازانين زاغاري-راتكليف واشترطت للأفراج عنها اجبار بريطانيا علي سداد نحو 400 مليون جنيه سترليني كانت طهران دفعتها لصفقة أسلحة الغيت بسبب تنفيذ المقاطعة
وبسبب التراجع الحاد لمصادر النقد الأجنبي أغلقت الاف المصانع وارتفع معدل البطالة الي معدلات قياسية حدده وزير الداخلية ب 60% في بعض المدن في تصريح خلال أكتوبر الماضي , فضلا عن ارتفاع كبير في الأسعار في وقت فقدت فيه العملة الوطنية جل قيمتها الشرائية وكان من الطبيعي ان يزداد عجز الموازنة والذي تكرس بتحقيق نمو سلبي خلال السنوات الماضية وكلها تداعيات زادت من حدة الغضب الشعبي الذي بلغ حرق صور المرشد الاعلي للمرة الاولي منذ سنوات مما سبب هلعا كبيرا في أروقة السلطة مازال يتفاعل رغم نفيه.
وتدهورت الحياة الاجتماعية بشكل غير مسبوق حسب تقرير وضعه وزير الداخلية امام المرشد العام أشار فيه الي وجود 11 مليون إيراني يعيشون في مناطق التهميش، ومليون ونصف المليون مدمن مخدرات، و600 ألف سجين، وهي أرقام تعد كارثية لبلد يصدر أكثر من 4 ملايين و500 ألف برميل من النفط يوميا.
ايران السلطة سواء الدينية او التنفيذية هونت من تظاهرات الجمعة الغاضبة رغم حدة الانتقادات في شعارات طالبت بسقوط الجميع ,واكتفت بدعم تظاهرات السبت المؤيدة لها الا انها تدرك ان الفاتورة التي تدفعها سواء لمواقفها السياسية خصوصا في سوريا لن تنصلح بقرض روسي يتجاوز 5 مليارات دولار او بعوائد حقل بارس الغازي الذي تسعي لتطويره والاستفادة من عوائده, او مغازلة اروربا بصفقات استثمارية او شراء عشرات الطائرات من ايرباص نكاية في ترامب وبوينغ.
ايران تحتاج الي إعادة هيكلة اقتصادها برمته , فهل تنجح وهي تدرك ان اولي خطواتها تقليص ما تسدده عبر الفاتورة السياسية ؟

مقالات ذات صلة

إغلاق