From Webسوق العملات

بيتكوين ..محاولات مستميتة لفك اللغز تنتهي دوما بمئات الاسئلة من دون ايه اجابات شافية

قريبًا، لم تحظ أي تكنولوجيا في العقود الأخيرة بمستوى الاهتمام الذي حظيت به “بتكوين”. فالعملة الرقمية التي ظهرت قبل سنوات لا تزال قادرة على إثارة نقاشات وجدالات تربك الغالبية العظمى منا.

 

 

ورغم مستوى الاهتمام وكثافة الأضواء المسلطة عليها، لا تزال هناك بعض النقاط عنها غامضة وغير واضحة بالنسبة لكثيرين، مثل: ما هي بالضبط؟ وكيف يتم تحويلها إلى نقد؟ ولماذا لا يوجد سوى 21 مليون وحدة منها؟ لذا تابع قراءة هذا التقرير لمعرفة إجابة هذه الأسئلة وأخرى غيرها.

 

ما هي البيتكوين ومن مؤسسها؟

 

– “بتكوين” عملة رقمية افتراضية غير ملموسة يحتفظ بها إلكترونيًا، ليس لها أي شكل مادي، أي أنه لا تتم طباعتها كما تتم طباعة الدولار واليورو والريال، بل هي عبارة عن أكواد حاسوبية، لا توجد سيطرة لأي جهة محددة عليها.

 

– مؤخرًا، أصبح بإمكان حاملها استخدامها في حجز الفنادق عبر موقع “إكسبيديا” وشراء الأثاث من متجر “أوفر ستوك” وكذلك شراء ألعاب “إكس بوكس”، ولكن ما يفعله الكثيرون من حاملي هذه العملة – وهذا ربما سبب الضجيج المثار حولها – هو المضاربة، وهو ما أدى إلى ارتفاع جنوني لسعرها.

– هوية مخترع البيتكوين تعتبر دون مبالغة واحدة من أكبر الألغاز في العصر الرقمي. وشغلت عملية البحث عن هوية المخترع المجهول للعملة الرقمية الكثيرين، حتى أولئك الذين يعتقدون أنها ليست سوى مخطط “بونزي” جديد.

 

– في أوائل عام 2009، قام شخص ما يسمي نفسه “ساتوشي ناكاموتو” بإطلاق البرنامج الذي تقوم عليه البتكوين، وتواصل مع مستخدمو العملة الوليدة عبر البريد الإلكتروني، ولم يقم ولو مرة واحدة بالتواصل مع أي أحد بشكل شخصي أو حتى عبر الهاتف.

 

– ثم في عام 2010، بعد أن بدأت هذه التكنولوجيا في جذب اهتمام واسع من قبل فئات كثيرة، توقفت رسائل البريد الإلكتروني، واختفى “ناكاموتو” من الوسط تمامًا، بعد أن قام بتسليم جميع مهامه المتعلقة بتطوير العملة وموقع الإنترنت الرئيسي الخاص بها إلى أنشط المتطوعين في مجتمع بتكوين.

 

من يتحكم في شبكة البتكوين؟ وكيف تعمل؟

 

– لا يوجد أي شخص أو جهة محددة تمتلك شبكة البيتكوين، فهي أشبه بتقنية مفتوحة المصدر. ويتم التحكم في البيتكوين من قبل جميع المستخدمين في كافة أنحاء العالم، وعلى الرغم من أن المطورين هم من يقومون بتحسين البرنامج، إلا أنهم لا يستطيعون إجراء أي تغيير في بروتوكول البتكوين.

 

– شبكة البتكوين لديها قواعد مؤسسة، وجميع المستخدمين بحاجة لاستخدام برامجيات تتوافق مع هذه القواعد، لأن العملة الرقمية تعمل بشكل صحيح فقط إذا كانت إذا كان هناك إجماع كامل بين جميع المستخدمين، ولذلك، فإن جميع المستخدمين والمطورين لديهم حافز قوي لحماية هذا الإجماع.

– كمستخدم، البيتكوين بالنسبة لك ليست أكثر من تطبيق على الجوال أو برنامج على جهاز الكمبيوتر يعتبر بمثابة محفظتك الشخصية الخاصة بالبتكوين، والتي تسمح لك بإرسال واستقبال العملة الرقمية. هذه هي حدود تعامل معظم المستخدمين معها.

 

– لكن ما يحدث خلف الكواليس قصة أخرى. فشبكة البيتكوين تقوم على تكنولوجيا تسمى “بلوك شين”، وهي ببساطة عبارة عن دفتر أستاذ لا مركزي يسجل تاريخ جميع المعاملات التي تمت، مما يسمح لكمبيوتر المستخدم من التحقق من صحة كل معاملة.

 

تمتلك بتكوين .. كيف تحولها إلى كاش؟

 

– ببساطة، ستحتاج إلى إنشاء حساب على واحدة من منصات تبادل البيتكوين الموثوقة على الإنترنت، والتي تمنحك محفظة جديدة تنقل إليها الكود الخاص بالبيتكوين التي تمتلكها، وبمجرد أن تظهر البتكوين في محفظتك على المنصة يصبح بإمكانك بيعها إما عبر تحويل مصرفي أو أي وسيلة أخرى تتفق بها مع المشتري، مقابل رسوم معينة تحصل عليها المنصة.

 

– بإمكانك أن تضع سعرًا محددًا لحيازاتك من بتكوين أو تبيعها بالسعر الجاري، وبمجرد أن تبدي رغبتك في بيعها يبدأ المشترون المحتملون في التواصل معك. الأدوار التي تلعبها أو المميزات التي توفرها منصات تداول البيتكوين مختلفة، ولكنها بشكل عام تعمل كوسيط بين البائع والمشتري، بحيث يمكنهما تداول العملة الرقمية دون أي ضرائب أو رسوم مصرفية.

 

– لكن هناك ملحوظة هامة يجب أن تتنبه إليها، وهي أن منصة التداول تحتفظ في قاعدة بياناتها بالأكواد الخاصة بحيازاتك من العملة الافتراضية، وبالتالي في حال تم اختراقها، هناك احتمال كبير أن تفقد البيتكوين الخاصة بك إلى الأبد.

 

من أين تأتي البيتكوين؟ وماذا لو فقدتها؟

 

– ما لا يدركه كثيرون، أنها لا تخترع، هي موجودة بالفعل في مكان ما، هناك 21 مليون بتكوين، تم تعدين 16.74 مليون وحدة منها حتى الآن، والباقي يطارده الجميع. تمامًا مثل الذهب، فنحن لا نخترع المعدن النفيس، كل ما نقوم به هو البحث عنه في باطن الأرض.

 

– عملية استخراج البتيكوين تسمى “التعدين”. بسبب أنه لا توجد هناك سلطة مركزية تنظمها وتتأكد من صحة المعاملات التي تتم بها، وتضمن كذلك عدم التلاعب بالنظام، تظهر هناك حاجة إلى من يقوم بهذا الدور، وهؤلاء في حالة البيتكوين عبارة عن ملايين من الأشخاص حول العالم مجهزون بأجهزة تتمتع بمواصفات خاصة.

 

– ببساطة، ما يحدث هو أن المشتغلين بالتعدين يعملون على التأكد من صحة المعاملات التي تتم بالعملة الرقمية وتأمين الشبكة ، ومقابل ذلك يحصلون على مكافأة في صورة عدد محدد من البيتكوين نظير خدماتهم، بعد أن يتمكنوا بمساعدة أجهزة متخصصة من حل مشاكل رياضية معقدة.

 

– يحصل على 12.5 بتكوين كل من يقوم بالتأكد من صحة ما يعادل واحد ميجابايت من معاملات البتكوين، بشرط نجاحه في أن يكون أول من يخمن القيمة الصحيحة لعدد مكون من 64 رقمًا وحرفًا أبجديًا يسمى “الهاش”. وبنجاحه في تخمين الهاش المستهدف، تتم إضافة كتلة (سجل) جديدة إلى هذه “سلسلة الكتل” أو “البلوك شين”

 

– المكافآة التي يحصل عليها المشتغلون بالتعدين مع إضافة كتلة جديدة إلى هذه السلسلة كانت تساوي في البداية 50 بتكوين، ولكنها تنخفض إلى النصف مع كل 210 ألف كتلة يتم إضافتها إلى البلوك شين، وهي العملية التي تستغرق حوالي 4 سنوات.

 

– هذه القواعد وضعها مطور العملة ” ساتوشي ناكاموتو”، ولا يمكن تغييرها دون موافقة شبكة البيتكوين بأكملها.

 

– عندما تفقد محفظة البيتكوين الخاصة بك، تخرج العملة الرقمية من دائرة التداول، وعلى الرغم أن البيانات الخاصة بها لا تزال موجودة في “البلوك شين” إلا أنه لا توجد أي وسيلة تمكن أي شخص من العثور على تلك الأكواد، لتسمح له بإنفاق العملة مرة أخرى. ببساطة، إذا فقدتها، فقد ذهبت إلى الأبد، لا تستطيع أنت أو أي شخص استرجاعها.

 

بعد أن يتم استخراج الـ21 مليون بتكوين .. من سيعمل على تأمين النظام؟

 

– المشتغلون بتعدين العملة الافتراضية لا يحصلون فقط على بتكوين مقابل تأمينهم للشبكة، فهناك أيضًا رسوم معاملات يحصلون عليها نظير خدماتهم، ولكن في ظل ضآلة هذه الرسوم حاليًا إلى قيمة مكافأة البيتكوين التي تجاوز سعر 17800 دولار وقت كتابة التقرير، يشعر الكثيرون بالقلق بعد تمام الحصول على الـ21 مليون بتكوين، لن يبقى للمشتغلين بالتعدين سوى الرسوم، وتصبح عملية التعدين غير مجدية ماليًا بالنسبة لهم، الأمر الذي سيؤدي إلى تقلص أعدادهم وانهيار شبكة البيتكوين.

 

– صحيح أنه بمجرد أن يتم استخراج جميع بتكوين، ستصبح رسوم المعاملات هي المصدر الوحيد للدخل بالنسبة للمشتغلين بالتعدين، ولكن استخدام التكاليف الحالية للتعدين كمقياس لربحية ذلك النشاط الذي من المتوقع أن يستمر لمائة عام قادمة أمرًا مشكوك في صحته، لأننا لا نعرف كيف ستتقدم تكنولوجيا التعدين مع مرور الوقت.

 

– من الممكن جدًا أن ترتفع رسوم المعاملات إلى مستوى يكفي لجعل نشاط التعدين مربحًا. فإذا افترضنا مثلًا أن العالم كله سيستخدم العملة الرقمية كوسيلة تبادل، فبمجرد أن يتم استخراج جميع بتكوين سترتفع رسوم المعاملات بسبب زيادة الطلب على العملة.

 

– وهناك فرضية أخرى تعتمد على تطور تقنية تسمح بمزيد من إنتاج بتكوين، لكن هذا لا يمثل سوى افتراض دون أساس أو واقع ملموس.

 

لماذا 21 مليون بتكوين فقط ؟ لماذا ليس أي رقم آخر؟

 

– يكذب من يدعي أن لديه إجابة محددة على هذا السؤال. الكثيرون حين يوجه إليهم هذا السؤال يجاوبونه كالتالي: أول مكافآة تم تعيينها لكل كتلة يتم إضافتها إلى “البلوك شين” كانت 50 بتكوين، وفي ظل إضافة 6 كتل جديدة في الساعة، يتم خفض قيمة المكافآة كل 4 سنوات (كل 210 آلاف كتلة) إلى النصف، فهذا يؤدي بنا إلى السلسلة الهندسية التالية: 210000 * 50 * ( 1 / (1 – 0.5) ) = 21 مليون.

 

– مشكلة الإجابة السابقة، هي أنها لا تجيب عن السؤال الأصلي، وهو لماذا 21 مليون بتكوين؟ هي فقط تفسر لنا طريقة الوصول إلى هذا العدد. لذلك، ربما السؤال الصحيح هو “لماذا يوجد أساسًا سقف أيا كانت قيمته لعدد البيتكوين المتاحة؟”

 

– الإجابة تكمن في الفلسفة التي تقف وراء إصدار البتكوين من الأساس. فقد قام “ناكاموتو” بتصميمها لتصبح في نهاية المطاف عملة انكماشية، حيث أنه اعتقد أن التضخم شكل غريب من أشكال الضرائب، ويشكل توزيع غير طوعي للثروة المكتسبة.


– ببساطة، في ظل وجود سقف محدد لكمية العملة الموجودة في دائرة التداول النقدي، لا يزال بإمكان الحكومات جمع الضرائب وإنفاقها على مشاريع البنية التحتية الخدمات العامة، وحتى شن الحرب وتقديم المساعدة للمحتاجين، الفارق الوحيد هو أن هذا النظام يسحب مطبعة النقود من تحت أيدي السياسيين، والذين لن يمكنهم إنفاق قرش واحد دون موافقة ناخبيهم.

 

– بطبيعة الحال، يمكن للحكومات في ظل هكذا نظام اقتراض الأموال عن طريق إصدار السندات، ولكن في ظل وجود سقف محدد لحجم المتداول من العملة، فإن كل دائن سيثق أكثر في إدارة الدولة المدينة وقدرتها على سداد ديونها، لأنه ليس بإمكانها اللجوء إلى طباعة المزيد من النقود لسداد ديونها.

 

– بغض النظر عن أي شيء، الفلسفة الكامنة وراء البيتكوين تعزز من مستوى الثقة بالاقتصاد من خلال خلق نظام نقدي مفتوح وشفاف لا يمكن تزويره.

 

هل بتكوين فقاعة؟

 

– هناك الكثير من القرود يعيشون بالقرب من إحدى القرى. ذات يوم جاء رجل إلى القرية يريد شراء هذه القرود، وأعلن أنه سيشتري القرد الواحد مقابل 100 دولار. في البداية اعتقد القرويون أن هذا الرجل مجنون، فالبنسبة لهم لا يوجد شخص عاقل يدفع 100 دولار مقابل قرد ضال.


– مع ذلك، قام بعض الناس بإمساك بعض القرود وأعطوها للتاجر وحصلوا منه على 100 دولار عن كل قرد. انتشر الخبر كالنار في الهشيم بين سكان القرية، وبدأت أعداد متزايدة منهم تطارد القرود. بعد بضعة أيام أعلن التاجر أنه سيشتري القرود مقابل 200 دولار للواحد.

 

– تحمس الناس أكثر، ومن كان كسولًا في البداية شعر بجدية الأمر، وانطلق بحثًا عن القرود المتبقية، وبالفعل أمسكوا بما استطاعوا من القرود وحصلوا على 200 دولار عن الواحد. ثم أعلن التاجر أنه سيشتري القرد الواحد مقابل 500 دولار.

 

– طار النوم من أعين القرويين، ونجح بعضهم في الإمساك بستة أو سبعة قرود والتي كانت أخر ما تبقى، وحصلوا على 500 دولار عن الواحد. في هذه اللحظة كان القرويين ينتظرون بفارغ الصبر الإعلان التالي.

 

– أعلن التاجر أنه سيذهب إلى بلده لمدة أسبوع وعندما يعود سوف يشتري القرد الواحد مقابل ألف دولار. وطلب من أحد موظفيه أن يعتني بالقرود التي اشتراها بالفعل، والتي كان يحتفظ بها في قفص كبير موجود على أطراف القرية.

 

– ذهب التاجر إلى بلده، وخيمت حالة من الحزن على القرويين لأنه لم يعد هناك قرود يستطيعون الإمساك بها. بعد ذلك، قام الموظف المسؤول عن حراسة القفص الموجودة به القرود المشتراه سابقًا بإخبار القرويين أنه سيبيع لهم بعض القرود من الموجودة في القفص سرًا مقابل 700 دولار للواحد.

 

– انتشر الخبر بسرعة بين جميع سكان القرية، لأنه في ظل أن التاجر وعدهم بأنه سيشتري القرد بألف دولار، فبإمكانهم تحقيق ربحًا قدره 300 دولار عن كل قرد. في اليوم التالي، اصطف القرويون في طابور أمام القفص، وباع الموظف جميع القرود لهم مقابل 700 دولار للواحد.

 

– الأغنياء منهم، قاموا بشراء أعداد كبيرة، والفقراء اقترضوا المال بفائدة، واشتروا أيضأ القرود، لأن الأمر بالنسبة لهم مكسب مضمون. انكفء الجميع على الاعتناء بالقرود في انتظار عودة التاجر إلى القرية. ولكن لم يأت أحد! ثم ركضوا إلى الموظف، لكنه قد غادر هو الآخر بالفعل!

– أدرك القرويون أنهم اشتروا القرود الضالة عديمة الفائدة مقابل 700 دولار، وأصبحوا غير قادرين على بيعها.

 

– هل “البيتكوين” تلعب نفس دور القردة؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال

المصدر ارقام

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق