أخبار عامةحول العالم

الحريري الي لبنان خلال 48 ساعة …

قال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري إنه سيعود إلى البلاد خلال يومين وذلك بعد عشرة أيام من استقالته الصادمة من منصبه في خطاب أدلى به وهو في زيارة للرياض. واشار تقرير ل “رويترز” ان الاستقالة المفاجئة ادخلت لبنان في أزمة سياسية وأعادته إلى واجهة الصراع على النفوذ في الشرق الأوسط بين السعودية وإيران. وتملك جماعة حزب الله اللبنانية حليفة إيران نفوذا في السياسة اللبنانية. وهي خصم للحريري منذ فترة طويلة لكنها الآن جزء من الحكومة الائتلافية التي شكلها العام الماضي ودعت إلى عودته للبلاد.
وفي بيان استقالته شن الحريري هجوما لاذعا على إيران وحزب الله. وقال مسؤولون كبار بالحكومة اللبنانية وساسة بارزون مقربون من الحريري إن السعودية أجبرته على الاستقالة وأملت عليه البيان وتحتجزه قسرا رغم نفي الحريري والرياض ذلك.
والحريري حليف سياسي للرياض ويحمل الجنسية السعودية. وأشار في خطاب استقالته إلى مخاوف من تعرضه للاغتيال واتهم إيران وجماعة حزب الله ببث الفتنة في العالم العربي.
وتعارض الرياض والحريري الدور العسكري لحزب الله في سوريا حيث تقاتل الجماعة إلى جانب القوات الحكومية. كما يعارضان ما يزعمان أنها مشاركة حزب الله في الحرب الأهلية اليمنية بجانب الحوثيين ضد التحالف العربي بقيادة السعودية.
وينفي حزب الله أي دور له في الصراع اليمني.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إنه لن يقبل استقالة الحريري حتى يعود إلى بيروت ويقدمها رسميا. ويقول محللون إنه عندما يقدم الحريري استقالته سيرشحه أعضاء البرلمان رئيسا للوزراء مرة أخرى وإن عون سيطلب منه تشكيل حكومة جديدة.
وقد يفتح ذلك المجال أمام فترة طويلة من المحادثات السياسية مثل تلك التي سبقت تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الحالية قبل نحو عام.
وقالت مصادر سياسية رفيعة إن من المتوقع أن يطلب الحريري من الرئيس اللبناني الدعوة إلى حوار سياسي بشأن قضايا رئيسية تواجه البلاد وفي مقدمتها إعادة التأكيد على سياسة لبنان القائمة على النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية ودور حزب الله في صراعات خارج حدود لبنان.
وتقول مصادر سياسية إن أي محاولة لإبعاد حزب الله عن الحكومة تلبية لرغبة السعودية ستنسف المحادثات. وتصنف الرياض حزب الله جماعة إرهابية.
كان الحريري قد حذر يوم الأحد في أول مقابلة له بعد الاستقالة من عقوبات خليجية محتملة على لبنان والأضرار التي قد تلحق بما يتراوح بين 300 و400 ألف لبناني في الخليج.
وقال وزير خارجية لبنان جبران باسيل خلال زيارة لباريس يوم الثلاثاء إن أي عقوبات سعودية ستزعزع استقرار المنطقة وتؤثر على اللاجئين السوريين في لبنان.
وباسيل عضو في الحزب السياسي للرئيس عون. وقال إنه ينبغي عودة الحريري إلى لبنان لإثبات أنه حر.
وبعد استقالة الحريري اتهمت السعودية الحكومة اللبنانية بإعلان الحرب على المملكة بسبب الدور الكبير الذي يشغله حزب الله في السياسة اللبنانية.
لكن حلفاء الرياض في الغرب اتخذوا نهجا مختلفا عن السعودية وألقوا بثقلهم على ما يبدو خلف الحريري والحكومة اللبنانية. ويحصل الجيش اللبناني على مساعدات عسكرية أمريكية.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني عقب محادثات مع وزير الخارجية اللبناني يوم الثلاثاء إنها تتوقع عودة الحريري وأسرته إلى لبنان خلال الأيام المقبلة.
وفي تغريدة على تويتر قال الحريري إنه بخير لكنه أوضح أن أسرته ستظل بالسعودية.
وقالت مصادر من مختلف ألوان الطيف السياسي بلبنان إن لهجة الحريري في المقابلة كانت أكثر ميلا إلى التسوية مقارنة بخطاب الاستقالة وإنه لمح إلى إمكانية تراجعه عن قراره.
وتقول المصادر إن ذلك يمثل تراجعا من السعودية نتيجة ضغوط غربية.
والتقى البطريرك اللبناني بشارة الراعي بالحريري والعاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض يوم الثلاثاء.
ونقلت قناة العربية التلفزيونية عن البطريرك اللبناني قوله إنه يؤيد الأسباب التي دفعت الحريري للاستقالة. وتعكس تعليقاته وجهات نظر بعض السياسيين في المجتمع الماروني المنقسم بلبنان لكنها ليست آراء الرئيس عون.
وفي ترديد للمطالب السعودية، دعا برلمانيون من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري إلى احترام قرار لمجلس الأمن الدولي يعود لعام 2006 يطالب كل الفصائل اللبنانية بإلقاء السلاح.
وحزب الله هو الجماعة اللبنانية الوحيدة التي لها جناح مسلح ويقول إنه يحتاج السلاح لحماية لبنان من إسرائيل. ولطالما دعاه معارضوه في لبنان إلى إلقاء السلاح.
وأجرى سياسيون لبنانيون محادثات في السابق بشأن ترسانة حزب الله العسكرية في إطار حوار بشأن استراتيجية دفاع وطنية لكنهم لم يناقشوا قط مسألة نزع سلاحه بشكل جاد

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق