أهم الأخبارحول العالمشركات ومؤسسات

افلاس ثاني اكبر شركة مقاولات في بريطانيا …كاريليون تتسبب في دفع 43 الف موظف الي الشارع

الحكومة لموظفي الشركة: اذهبوا الي اعمالكم سوف تحصلون على رواتبكم

القيادي بحزب العمال البريطاني  جيرمي كوربيان: انهيار “كاريليون “كان لحظة فاضلة
لوضع حد للخداع المتعلق بخصخصة الخدمات العامة

لماذا أفلست “كاريليون”؟ وهي ثاني اكبر شركة انشاءات ومقاولات في بريطانيا؟ هل لعبت الديون المرتفعة التي عجزت عن سدادها السبب الرئيسي , وذكر تقرير ل مباشر ان عقود المشاريع الضخمة هو اعتماد “كاريليون” الأساسي، حيث تسند أعمالها دائماً إلى مشاريع تدر عائد كبير، لذلك فأن تعرض تلك المشاريع إلى أي إخفاق ولو وبسيط يؤثر بالتبعية على مركز الشركة.
وفي العام الماضي اكتشفت الشركة البريطانية أن الكثير من المشاريع التي أُسندت إليها أقل ربحية مما تعتقد، وخفضت قيمتها بمقدار 845 مليون جنيه إسترليني.
وتعلقت تلك الأموال بالقطاعين العام والخاص، حيث كان هناك نحو 375 مليون جنيه إسترليني من تلك القيمة متعلقة بمستشفى وجامعة “رويال ليفربول”.
وكان من المقرر أن يتم الانتهاء من المستشفى في مارس 2017 لكن تم زحزحة الميعاد عدة مرات نتيجة تقارير بشأن وجود شقوق في المبنى.
كما يوجد 350 مليون جنيه إسترليني متعلقة بمشروع “لاند متروبوليتان” في ساندوي، حيث كان من المقرر إنهاء المشروع في أكتوبر 2018، لكن نتيجة بعض الصعوبات المتعلقة بالتدفئة تم إرجاء المشروع إلى ربيع 2019.
وبالإضافة إلى ذلك واجهت الشركة تأخير في المدفوعات من الشرق الأوسط مما زاد من أعباء ميزانيتها، وجعلها تُطلق 3 تحذيرات بشأن الأرباح في 5 أشهر.
وفي سبتمبر الماضي خفضت “كاريليون” توقعات إيراداتها لتراوح بين 4.6 مليار و4.8 مليار جنيه إسترليني في 2017.
حدث ذلك بعد أن خفضت لتوقعات في يوليو 2017 لتتراوح بين 4.8 مليار و5 مليارات جنيه إسترليني، مقابل تقديرات سابقة بـ5.03 مليار جنيه إسترليني.
وارتفعت ديون “كاريليون” ارتفعت إلى 900 مليون إسترليني، ما جعل الشركة بحاجة إلى 300 مليون إسترليني في الحال لتهيئة أمورها، وهو ما رفضه المقرضين.
ورفضت الحكومة البريطانية والبنوك المقرضة منهم “إتش .إس.بي.سي” و”أر.بي.إس” و”باركليز” ضخ مزيد من الأموال داخل الشركة البريطانية، ما ترك الشركة غير قادرة على الاستمرار في أعمالها، وإجبارها في النهاية على إشهار إفلاسها.

ما نشاط “كاريليون”

تتخصص الشركة البريطانية في أعمال البناء بالإضافة إلى تسهيلات الإدارة وأعمال الصيانة المستمرة، وأُسند إلى الشركة أعمال ضخمة مثل إعادة بناء محطة “باتريسيا” للطاقة، وتوسيعات إستاد “أنفيلد”.
كما تعد الشركة أكبر مورد لخدمات القطاع العام، حيث تعد ثاني أكبر مورد لخدمات الصيانة لشبكة السكك الحديدية.
كما شاركت “كاريليون” في أعمال صيانة لـ50 ألف منزل تابع لوزارة الدفاع، وإدارة قرابة 900 مدرسة، فضلاً عن السجون والطرق السريعة.

من المتضرر؟

يعد موظفو “كاريليون” هم أبرز المتضررين من إفلاسها، حيث يوجد لديها 43 ألف موظف 20 ألف منهم من المملكة المتحدة.
وقالت النقابات العمالية إن العمال لا يستحقوا التضرر من هذا القرار وطالبوا الحكومة الحفاظ على وظائفهم.
وتُشير التوقعات إلى أنه سيتم نقل بعض الموظفين إلى أعمال مقاولات أخر خصوصاً وأن “كاريليون” كانت تدير أعمال للدولة.
أما عن مساهمي الشركة فلن يحصلوا على أي مقابل. كما أن للشركة 13 صندوق معاش تقاعدي، بإجمال عجز 580 مليون جنيه إسترليني، لكن مع إفلاس الشركة من المتوقع أن يقفز هذا العجز إلى 800 مليون إسترليني لأن الشركة ليس لديها مال كافي لسداد ذلك.
ونتيجة لأن الشركة تُدير اعمال للحكومة البريطانية فهناك تنامي للمخاوف بشأن التأثير المحتمل لتوابع الإفلاس، وذكر البرلماني “جون تريكيت” قبيل إعلان “كاريليون” إفلاسها أن القرار إذا تم تمريره سيتسبب في “أضرار ضخمة للخدمات العامة.

لماذا التصفية؟

تسعى إدارة الشركة عبر هذا القرار إعادة دفع الديون لتجنب الإفلاس إن أمكن ذلك، حيث أن تصفية الشركة هي بيع كافة الأصول قبيل إغلاق الشركة بالكامل.
كما أن “كاريليون” ليس لديها نقد كافي لاستمرارها، فضلاً عن أن الشركة تحتاج إلى التمويل من الحكومة، وجهة الإعسار الحكومية فقط هي من لها الحق في التعامل مع مثل تلك القرارات.
ويعد “ديفيد شابمان” وهو موظف مدني يعمل في إدارة الإعسار هو من سيتولى مهام تصفية أعمال الشركة التي من المقرر أن تتم عبر بيع الأصول والتعامل مع طلبات المقرضين والتحقيق في سبب فشل الشركة.
ولن يتم توريط مدراء الشركة في تلك الخطوات، بل سيتم دفع تكاليف الإفلاس من الأصول التي سيتم بيعها.

كيف ستتدخل الحكومة البريطانية لإنقاذ “كاريليون“؟

وصف المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية إفلاس “كاريليون” بأنه “يُثير الندم”، وأشار إلى أن الوزراء كان يراقبوا موقف الشركة منذ توقعاتها بشأن الأرباح المتراجعة في يوليو الماضي.
ومن جانبها، حثت الحكومة موظفين الشركة على استمرار الذهاب إلى عملهم وتعهدت بسداد رواتبهم مقابل ذلك.
وطالبت الحكومة بتسريع التحقيقات في سلوك المديرين في فشل “كاريليون العملاقة”.
فيما ذكر “جيرمي كوربيان” القيادي بحزب العمال  إن انهيار “كاريليون “كان لحظة فاضلة لوضع حد للخداع المتعلق بخصخصة الخدمات العامة.

مقالات ذات صلة

إغلاق