أهم الأخبارحول العالم

مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح علي يد الحوثيين بعد انقلابه عليهم

قال خصوم وأنصار للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إنه قتل في إطلاق نار اليوم بعد أن بدل ولاءه في الحرب الأهلية التي تشهدها اليمن متخليا عن حلفائه الحوثيين المدعومين من إيران لصالح التحالف الذي تقوده السعودية.
وقالت مصادر بجماعة الحوثي إن مقاتلين أوقفوا سيارته المدرعة بقذيفة صاروخية خارج صنعاء ثم أطلقوا عليه النار فقتلوه. وأكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح مقتله في هجوم على ركب سياراته.
وتم تداول لقطات لم يتم التأكد من صحتها لجثته الملطخة بالدماء في بطانية. جاء ذلك بعد أيام فقط من إنهائه تحالفه مع الحوثيين بعد ثلاث سنوات حاربا خلالها معا التحالف الذي تقوده السعودية الذي تدخل في محاولة لإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا للحكم.
وهنأ زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني يوم الاثنين الشعب اليمني على ما وصفه بالانتصار على ”مؤامرة الغدر والخيانة“ التي دبرها أعداء جماعته بالخليج العربي. ولم يشر الحوثي إلى موت صالح.
وقال صالح (75 عاما) يوم السبت إنه مستعد لفتح ”صفحة جديدة“ في العلاقات مع التحالف بقيادة السعودية ووصف الحوثيين بأنهم ميليشيا انقلابية مما أدى لاتهامهم إياه بالخيانة.
وشهدت مناطق في صنعاء ذات كثافة سكانية عالية قتالا بين الحليفين السابقين على مدى أيام مع سيطرة الحوثيين على مناطق كثيرة بالعاصمة وتفجيرهم يوم الاثنين منزل صالح، بينما قصفت طائرات مقاتلة للتحالف مواقع للحوثيين.
وبدا أن إنهاء تحالفهما سيحول مجريات الحرب وهو ما أعطى التحالف الذي تقوده السعودية ميزة جديدة في مواجهة الحوثيين.
وساهمت الأزمة اليمنية في حدوث كارثة إنسانية حيث دفع حصار فرضه التحالف والاقتتال الداخلي الملايين إلى شفا مجاعة وعجل بتفشي أوبئة مميتة.
وستتجه الأنظار الآن إلى حلفاء صالح السياسيين وقادته العسكريين الذين يقول محللون إنهم ساعدوا تقدم الحوثيين باتجاه الجنوب في 2014 للسيطرة على مناطق في غرب اليمن.

* رؤوس الثعابين

وشبه صالح في الماضي حكمه لليمن الذي استمر 33 عاما بالرقص على رؤوس الثعابين وهي فترة شهدت توحيد الشمال المحافظ والجنوب الماركسي وحربا أهلية وانتفاضات وحملات لمتشددين إسلاميين وصراعات قبلية.
ولكن صالح أُجبر على التنحي في 2012 بعد انتفاضة ضمن انتفاضات الربيع العربي أصيب خلالها في محاولة لاغتياله مما أدى لانتقال سياسي توسطت فيه السعودية.
وفر صالح إلى السعودية التي كانت حليفا له وقتها للعلاج وسمحت له الرياض بالعودة إلى اليمن بعد ذلك بشهور في خطوة ندمت عليها كثيرا بسبب تقويضه خطة انتقال السلطة وانضمامه في وقت لاحق للحوثيين.
ومهد ذلك لدور لعبه في النهاية وهو أن يصبح حليفا للحوثيين، الذين حاربهم ست مرات أثناء رئاسته لليمن، وحليفا لإيران الداعم السياسي للحوثيين.
ولكن الطرفين تنافسا بعد ذلك على السيادة على المنطقة التي يديرونها معا بما في ذلك العاصمة التي سيطر عليها الحوثيون في سبتمبر أيلول عام 2014 وتحول العداء إلى قتال مفتوح يوم 29 نوفمبر تشرين الثاني.
وانتهى هذا القتال اليوم الاثنين. وانتشرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي لجثة يبدو أنها لصالح مصابا بجرح غائر في جانب رأسه وملفوفا بغطاء أحمر اللون ويجري نقله إلى شاحنة صغيرة فيما لوح مقاتلون قبليون بأسلحتهم.وكانوا يهتفون قائلين ”الحمد لله… يا علي العفاش“ وهو لقب عائلة صالح.
وأكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح لرويترز مقتله مع ياسر العواضي الأمين العام المساعد للحزب خارج صنعاء في هجوم بالقذائف الصاروخية والرصاص استهدف موكبه.

*هدوء المعارك في شوارع صنعاء
وذكر سكان أن الوضع في صنعاء هدأ. وظل معظم الناس داخل منازلهم وباتت الشوارع مهجورة وسط حالة من الخوف مع فرض الحوثيين السيطرة الكاملة. واستمرت مقاتلات التحالف في التحليق في السماء.وزعم محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين يوم الاثنين تحقيق مكاسب ملحوظة في معركة صنعاء.
وقال في بيان ”بعون الله وتوفيقه استطاعت الأجهزة الأمنية مساء أمس مسنودة بتأييد شعبي واسع من تطهير الأماكن التي تمترست فيها ميليشيات الخيانة والغدر“.
ونقلت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين عن شهود قولهم إن مقاتلي الحوثي سيطروا على منزل العميد طارق ابن شقيق صالح.
وذكر سكان أن الأطراف المتحاربة تبادلت إطلاق نيران أسلحة آلية ومدفعية في الوقت الذي تقدم فيه الحوثيون في وسط الحي السياسي حيث معقل صالح وأسرته.
وقال أحد سكان المنطقة ”عشنا أياما من الرعب. دبابات الحوثي تطلق النار وتتساقط القذائف على أحيائنا السكنية“.
وأضاف ”القتال شرس للغاية ونشعر أننا سنموت في أي لحظة. لا يمكننا الخروج من منازلنا“.
وقالت وسائل إعلام ومصادر سياسية حوثية أيضا إن مقاتلي الحوثي تقدموا باتجاه مسقط رأس صالح في قرية خارج صنعاء وحيث يمتلك قصرا محصنا.

الوسوم
إغلاق